الفرق بين الترجمة الاحترافية والترجمة الابداعية
بدأت الترجمة تُصنف إلى نوعين، منها ما هو تقليدي ومنها ما هو احترافي ابداعي وفي الواقع هذا التصنيف ظالم لصناعة الترجمة حيث أنه لا يجب أن تخلو أي ترجمة من الإبداع.
مصطلح الترجمة الإبداعية من المصطلحات الجديدة التي تُعنى بترجمة النصوص التي لن يحدث ضرر إذا لم نتبع الحرفية في النقل بل تتطلب من المترجم إطلاق عنانه في اختيار الألفاظ وتشمل ترجمة المواد الإعلانية والألعاب والروايات الأدبية وغيرها…إلخ
لا ينبغي على المترجم التخلي عن الإبداع في أي نص ولكن في بعض الترجمات ينبغي على المترجم التحرر من النص الأصلي لنقل الفكرة ولإحداث نفس التأثير الذي يتركه النص الأصلي على القارئ ويظهر ذلك بشكل جلي في الحملات الإعلانية، في مثل هذه الحالات يحاول المترجم انتقاء الألفاظ التي تناسب المنتج والتي تكون جذابة للحملة الإعلانية لإحداث تأثير لدي المشتري والتحرر من النص في هذه الحالة ضروري فليس على المترجم نقل المعنى بحرفية على الإطلاق مع مراعاة اختلاف الثقافة.
النص البليغ
لا يجب على المترجم التزام الحرفية وإلا فما فائدة المترجم؟ حيث أنه في هذه الحالة أي قاموس يستطيع القيام بدور المترجم، لذا يجب على المترجم الإبحار والإبداع في كتابة النص مع الاحتفاظ بالأفكار الرئيسية وعدم الإخلال بالمعنى. حيث أن التزام الحرفية يجعل القارئ غير شغوف بإكمال قراءة النص لأن النص في هذه الحالة يكون مثالاً للجماد، وفاقدًا الروح. ومما لا شك فيه، لا يرغب أحد بقراءة مثل هذه النصوص التي لا تثير الشغف لإكمالها. ويتجلى ذلك في الترجمة الصحفية والأدبية والمواد الإعلانية.
وفي حالة الترجمة الحرفية فإن اللغة تفقد جمالها وروحها. فلا يجب اتباع النص الأصلي حرف بحرف وكلمة بكلمة وتركيب بتركيب ولكن يجب نقل المعنى حتى تتجلي روعة تراكيب اللغة المنقول إليها وحتى يكون النص مؤثرًا ويثير شغف كل من تقع عليه عينه حتى يكمل قراءته.
الإبداع في الترجمة الشعرية:
لا ينقل المترجم المعنى فحسب بل يخلق تعابير وصورًا بلاغية ويعبر عن الفكرة بألفاظ وتراكيب لغوية تؤثر في نفس قارئها، وكأنه يخلق نصًا شعريًّا جديدًا. ويُفضل أن يكون مترجم النص الشعري شاعرًا حتى يتسنّى له التحليق في سماء البلاغة والإبداع واختيار مفردات فريدة تعبر عن مكنون الشعر الأصلي بدون الإخلال بالتراكيب الإيقاعية للنص وهناك بالفعل من تفرد في ترجمة النصوص الشعرية وشهد لهم النقاد بأنهم خلقوا نصًا جديدًا تفوّق في جماله على النص الأصلي.
هل يجوز ترجمة الإعلانات بشكل حرفي؟
عندما تترجم مواد إعلانية عليك أن تتحرر من النص الأصلي وتستخدم ألفاظًا تجذب القارئ حتى لو كانت مختلفة وغير موجودة في النص الأصلي لأن الهدف من الإعلان هو جذب المشتري لذلك ينبغي عليك أن تُقدم النص بكلمات براقة تناسب ثقافة المشتري ومن الضروري أن تكون مُلمّا بثقافة المشتري واحتياجاته حتي تتمكن من خلق مادة إعلانية تُساعد على رفع مبيعات المنتج ومن أمثل الترجمة الحرفية : ترجمة بعض المنتجات الصينية التي تُعرض على بعض القنوات والتي أثارت سخرية الكثير من الناس ولم تكن جذابة ولا حتى ابداعية ومن أشهر جملها “يا إلهي أنه حقا رائع” ومن يسمع الترجمة يشعر وكأن المتحدث عبارة عن إنسان آليًا مثل هذا النوع من الترجمة ينبغي عليك تجنبها حتى لا تخسر عميلك في المستقبل.