المُدة المُقررة للمترجم
إن الترجمة الفورية عبارة عن مجهود عصبي شديد، لذلك فإن أقصي مدة مُقررة للمترجم هي 30 دقيقة، أما إذا ذادت المدة عن ذلك قد لا يستطيع المترجم المواصلة مثلما حدث في لقاء مع القذافي عندما استمر خطابة في الولايات المتحدة لأكثر من 90 دقيقة حتى فقد المترجم تركيزه وقدرته على الترجمة، واعتذر عن إكمال الترجمة. وذلك برغم أن المدة المحددة لكل رئيس كانت 15 دقيقة. إلا إنه استمر لمدة 90 دقيقة حتى انهار المترجم.
المترجم وطرائف المتحدث
يقول أحد المترجمين الفوريين السودانيين أثناء ترجمة أنه في أحد المؤتمرات حيث كان يُترجم من اللغة الفرنسية إلي اللغة العربية والعكس، أثناء ترجمة لما يقوله أحد المسؤولين في أحدي الدول الإفريقية المتحدثة بالفرنسية، أن هذا المسئول قد أصدر بعض الطرائف والنُكَت التي لو قد ترجمها بمعنها الأصلي فربما يحدث شتات للحاضرين ولا يفهمون بسبب اختلاف اللغة والثقافة أو لو ترجمت هذه النكتة بصدق فقد يحدث مشكلة سياسية بين الحاضرين؛ فقد رأى المترجم أنه من الأفضل أن يقول في الميكروفون الموصل بسماعات الحاضرين” اضحكوا يا جماعة قال نكتة”، فأدي هذا إلي سرعان ما ضجت القاعة بالضحك العالي؛ مما تسبب هذا أيضاً في إدخال السرور علي قلب هذا المسئول الأفريقي الذي أعتقد أن هذا الضحك بسبب ما قاله.
لمعرفة كيف حولت الترجمة الفورية تصريحات الرئيس الأمريكي كارتر إلى أن تنتابه رغبات جنسية تجاه شعب بولندا من هنا.
مترجم خفيف الظل
في أحد المؤتمرات السودانية قام المترجم بتلافي نكته قالها المسؤول السوداني وذلك لأنه إذا نقلها فلن يفهمها المستمعون وإذا نقل معناها بأمانه قد يحدث أزمة سياسية بين البلدين لذلك قال المترجم “اضحكوا يا جماعة الزول (الرجل أو الشخص باللهجة السودانية) قال نكتة”، فضجت القاعة بالضحك؛ مما أدخل السعادة والسرور على قلب هذا المسئول الإفريقي الذي ظن أن نكتته – وليست خفة دم المترجم السوداني- هي التي أضحكت هذا الجمع الغفير!!!
ترجمة قلبت الموازين
فيسجل التاريخ أيضًاً أشهر الطرائف التي وقعت فيها المترجمة الفورية التابعة للأمم المتحدة، أثناء ترجمتها لخطاب الرئيس الراحل الفنزويلي شافيز، عقب الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2006.
والقصة تدور حول خطاب الرئيس الفنزويلي حين أشار في حديثه إلي أثنين من كبار العلماء والمفكرين وهما: عالم الاقتصاد الأمريكي/ الكندي جون كينيث جالبريث John Kenneth Galbraith، والمفكر السياسي واللغوي الشهير نعوم تشومسكي Naom Chomsky، وعلي وجه الخصوص تحدث عن العالم تشومسكي وكتابة الشهير Hegemony or Survival: America’s Quest for Global Dominance، مُضافاً أنه أراد بشده مقابلة قبل وفاته، لكنه لم كان يقصد تشومسكي بل كان يقصد عالم الاقتصاد جالبريث والذي كان قد توفته المنية في إبريل من نفس عام المؤتمر الصحفي.
لذلك بانتقال الرئيس في حديثه أدي إلى حدوث اختلاط لدي المترجمة الفورية، تسبب سوء فهم للحاضرين بانه على غير تواصل بما يحدث في العالم السياسي والفكري، بحيث أنها ترجمتها كانت تُعني بإن تشومسكي هو الذي توفته المنية ليس جالبريث مع أن تشومسكي بكامل قواه العقلية والصحية، ومازال على قيد الحياة.
وبسبب هذا الخطأ وقع شافيز في حرجاً سياسياً كبير، حيث انقسمت الآراء من بين أن هذا الخطأ ما هو إلإ تشويه له بقيادة وسائل الإعلام الأمريكية. بينما الأخرين قد رأوا أن هذا ما هو إلإ عباره عن خطأ من أخطاء الترجمة الفورية.
ولكن بعد حدوث هذه الضجة الخاطئة، وبعد أن نشرت الترجمة الخاطئة، إلإ ان كل من هيئة الإذاعة البريطانية وجريدة التايمز قاموا بتصحيح هذا الخطأ.
لذلك فأن هذا يوضح لنا أن الترجمة سواء كانت تحريره أو فورية، فهي عمل من قبل الإنسان لذلك فهو عرضة لأي خطأ، وقد يؤدي خطأ واحداً في ترجمتك أحياناً إلى كارثة كبيره قد تحتاج إلى مجهود ووقت كبير لتصحيحها. حتى لو يصل بك الحال إلي وفاه شخص، بالرغم من أنه حي يرزق مثلما حدث هذا الخطأ مع تشومسكي.