مترجم

أخلاقيات الترجمة  

 

تكاد الأخلاقيات أن تكون مكونات أساسية في جميع مجالات الحياة .اننا نجد مكاناً أو مكانةً للأخلاقيات فى الدين والتربية والتعليم وفى جميع الوظائف والمهن والحرف.وتصنف

الأخلاقيات الى صنفين رئيسين هما : الأخلاقيات العامة والأخلاقيات الخاصة ، أي أن لكل مجتمع أخلاقياته العامة السائدة التي تحكم أو تتحكم بالسلوك الأجتماعي العام وبعادات المجتمع وأعرافه وتقاليده وتطبع نظامه السياسي والثقافى وغيره بطابعها المحلي الخاص ، كما أن له أخلاقياته الخاصة بكل مهنة أو حرفة أو وظيفة. لكنّ هذه الأخلاقيات بصنفيها العام والخاص تخضع كغيرها لتقلبات الزمن المتعاقبة   والآنية . وعليه لاتوجد أخلاقية ثابتة ألا ما ندر ، لأن الزمن يفعل فعله أذ يواصل عملية الثلم والتغيير بتأثير الأحداث السياسية وتغير الأنظمة الأجتماعية وبالتالي تتغير وجهات النظر والمواقف والمفاهيم التي تؤدي بدورها الى تغير الأنظمة الأخلاقية وما تقوم عليه من مبادئ فكرية وقيم   وفضائل.

ولكي نتفهم أخلاقيات الترجمة ينبغي أن نستوعب جنسي الأدب الرفيع والوضيع، بعبارة أخرى ينبغي للترجمة ألا تتحيزالى جنس بذاته من الأدب ، وألا فسوف تصنف الأخلاقيات في مثل هذه الحالة الى أخلاقيات نخبوية أو شعبية وليست شمولية. ولا شك أن تصنيفاً كهذا ناشئ عن أحكام أجتماعية عرضة للتغير بتغير الزمن . أن ما يُعد أدباً شعبياً في زمنٍ ما ، قد يتغير مقامه ويصبح أدباً نخبوياً وبالعكس. أن ما ينطبق على الأدب ، ينطبق على اللغة ايضاً، أذ أن ثمة لغة يستخدمها النخبة وأخرى يستخدمها عامة الشعب ومثال ذلك اللغة اللاتينية في أوربا التي تبناها النخبة من المثقفين ، بينما أستخـدم النـاس في البلـدان الأوربيـة لغاتهم المحلية التي كانت لها لهجات متنوعة . ومع مر الزمن صارت بعض هذه اللهجات لغات قياسية جديدة.

 الشروط الأجتماعية للترجمة

على أية حال أن الشروط الأجتماعية دائمة التغير وبالتالى فهى التي تملي الشروط الأخلاقية وتقررها. لذلك نلاحظ أن أنطوان بيرمان يزعم ” أن نظريات الترجمة وممارساتها الشائعة في الغرب كانت عرقية الطابع في زمنٍ مضى ، كما أنها فوق نصية ومنصرفة إلى نقل المضمون على حساب حرفية النص آنذاك كانت السمات الأخلاقية التي ينبغى تحلي العضو بها هى : الأستقامة وبذل الخدمة لطالبيها والكد والأجتهاد والاستقلالية والنزاهة وأن تكون الأجور منصفة ومعقولة أضافة الى تحقيق صفتي السرية المهنية والثقة. في الواقع أن هذه السمات تقتضيها أية مهنة تقريباً . ويضرب لنا جوانفتش  مثالاً عن الترجمة اللاأخلاقية ” برواية ( عناقيد الغضب ) الأميركية لشتاينبك ” التي ترجمها كارين دي هاتكر الى الفرنسية بدعم سري من لدن الأحتلال النازي في بلجيكا المحتلة ، حيث حذفت من النص وأضافت وحورت فيه فقرات عدة . ففى الرواية يتحدث شتاينبك عن قطعة أرض صغيرة يلتصق المرء بها لأنها تمدّه بأسباب الحياة لا عن هوية وطنية. لقد وضعت الترجمة النص فى خدمة مصالح المانيا النازية. ومن الأمثلة الأخرى ، تلك الروايات التي ترجموها مترجمونا مبتورة الفقرات أو حتى الفصول الكاملة لأنها تعالج مسائل سياسية أو قضايا جنسية وغيرها لا تناسب ما تواضع عليه مجتمعنا العربى. وعند هذه النقطة نتوقف لنتدبر الموقف الأخلاقى الناشئ عن هذه العملية : فمن ناحية الترجمة من اللغة الأجنبية الى اللغة العربية لم يلتزم المترجم بأخلاقيات الترجمة الخاصة بالأخلاص والأمانة ، لكنه من ناحية أخرى التزم بأخلاقيات مجتمعه. الآن كيف نحكم له أو عليه ؟ بأعتقادى أن الطريقة الأسلم عاقبة هي أن يتجنب المترجم ترجمة  ما يتعارض مع أخلاقيات الآخر وأن يطبق أخلاقيات الترجمة الخاصة باللغة المصدر.

الترجمة الاحترافية والترجمة المعتمدة
الترجمة الاحترافية والترجمة المعتمدة

الترجمة و أخلاقيات الالتزام :

نستطيع القول أن لكل مهنة أو حرفة أو ممارسة أخلاقيات خاصة تميزها عن بعضها بعضاً. فأخلاقيات الصحافة تختلف عن أخلاقيات الفنون وأخلاقيات الطب تختلف عن أخلاقيات الدين وهكذا. الأهم هو ليس الأخلاقيات ذاتها ، بل الألتزام بها. خذ مثلاً الأخلاقيات التي تطرحها الأديان أو الفلسفات التربوية. ما قيمة هذه الأخلاقيات بلا ممارسات حقيقية ، أي بلا التزام ؟ فالألتزام يعد العروة التى تجمع المحترفين على قيم الممارسة. ويمكن وصف الالتزام بأنه وعد أو قسم. فالتعاقدات والأتفاقات مثلا تنطوي على وعود قد تمتلك جوانب نفعية . ومن أمثلة الالتزام بالقسم الشائعة : القسم الطبى والقسم الفيزياوى والقسم العسكرى والقسم الجامعى وغيرها .

وتظهر التزامات عضو الجمعية  الخاصة بالترجمة بالشكل الآتى :

  1. بوصفى مترجماً تحريرياً أو مترجماً فورياً ، وبوصفى جسراً لتبادل الأفكار من لغة الى أخرى ومن ثقافة الى أخرى ، ألزم نفسي بأعلى معايير الأنجاز والسلوك الأخلاقى وممارسات العمل :

سوف أحاول أن أترجم الرسالة الأصل بأمانة وأن ألبى حاجات المستخدم النهائى. وأعترف بأن هذا المستوى من التفوق يتطلب :

  1. امتلاك ناحية اللغة الهدف التي ينبغي أن تكون مكافئة للغة الناطق الأصلي المثقف.
  2. تحديث المعرفة من مادة الموضوع ومصطلحاته في كلتى اللغتين.
  3. بلوغ مصادر المعلومات ومصادر المواد وتكوين معرفة عن أدوات حرفتى.
  4. مواصلة الجهود لتحسين المهارات والمعرفة وتوسيعها وتعميقها.

ب. سوف أكون صادقاً فى مؤهلاتى ولن أقبل بأية واجبات لست مؤهلاً لها.

ت. سوف أحمى منافع زبائنى كأنها منافعى وأن لا أفشى سر المعلومات السرية.

ث. سوف أقدم أشعاراً لزبائنى عن الصعوبات التى لم تحل. وإذا لم نستطع حل نزاع ما ، فسنلجأ الى التحكيم.

ج. سوف أستخدم زبوناً من لغة المصدر حينما أكون مستعداً لتسمية شخص يؤيد خاصية عملى.

ح. سوف أحتـرم وأمتنـع عن التدخـل فى أيـة علاقـة عمل بيـن زبونى وزبون زبونى.

دمج المحتوى والوصول إلى العملاء الدوليين يمكن أن يكون القول فيه أسهل من الفعل، عندما ننظر إلى فن الترجمة. على الرغم من التفكير البسيط، يمكنك اخذ المحتوى، استخدام صفحة جوجل في الترجمة، وإحداث بعض التغييرات القليلة هنا وهناك. وهناك أشياء أكبر يتوجب النظر إليها والتي تقع بشكل مريح ضمن فئة أساليب الترجمة الموثقة  وعندما نتحدث عن الترجمة والأخلاق، يجب علينا التفكير أكثر حول مفهوم أن المطلوب هو التأكد أن الكلمات المستخدمة في الجملة صحيحة. ولكن فإن ذلك يجعل منها مجال مرغوب فيه ومشوق.

الخاتمة 

وفى الختام نقرر أن أول شيء يفترض أن تركز عليه عملية الترجمة يتمثل في احترام الاختلافات الثقافية.  بداية من اختيار الكلمة إلى الأفعال إلى الضمائر فإنه يمكن استخدام الأمثلة المستخدمة فى النص. إنك بحاجة لأن تكون مسئولا ودقيقا فى الترجمة. من أجل الوصول بشكل صحيح غالى هذا النوع من الناس، فإن الهدف يتمثل في إشراكهم ومساعدتهم لفهم الذي تريد أن تخبرهم به، وهذا يعنى أنك بحاجة على أن تصبح جزءا من ثقافتهم خلال كتابتك، انطلاقا من البحث الموضعي لاستشارة خبير، فإن هذه الخطوة يمكن أن تأخذ بعض الوقت والجهد، ولكنها ستكون ضرورية عند حصد النتائج من وضعها في المكان الصحيح ومدى فعاليتها.

 

 

 

 

error: Content is protected !!
Scroll to Top