أهمية الترجمة الطبية فى أزمة الكورونا

 

فى ظل هذه الأزمة غير المتوقعة وغير محسوبة النتائج ، أزمة الكورونا ، التى اجتاحت العالم أجمع فى أوائل العشرينات من هذا القرن ، تبرز الآهمية الأكيدة للتوعية بها وبخطورتها وبآثارها الكارثية على الجميع ، وفي هذا الصدد كان لزامًا علينا فى هذه السطور الموجزة أن نتحدث تحت هذه العناوين المهمة مصحوبة بمادتها أسفل كل عنوان ؛ لتتكون لدى القارئ فكرة شاملة وتصور ضرورى حول هذه الأزمة ، وليكون على وعي بطرق التوعية الخاصة بها ، ثم يدرك دور الترجمة باعتبارها أداة أكيدة لنقل الثقافة والتنوير من أمة إلى أخرى ،ومن لغة إلى جاراتها ، ومن ثقافة إلى أختها ، ملمًا بما عقد فيها من ندوات ، وما أثير فيها من آراء ، وما صيغ فيها من تنظيرات ، وما وضع تجاهها من توصيات ومقترحات، إلمامًا يجعله يدرك الطريق ،ويسير على خطى واسعة نحو الوقاية والعلاج ، ويقترب بشكل ملموس من أسباب الشفاء ، ولعل من أبرز وأخطر بوابات الترجمة التى تضمن له كل هذا الوعى -الترجمة الطبية للتقارير والوثائق التى تم تدوينها فى هذا الصدد.

أهمية التوعية الطبية بأخطارالكورونا:

تبرز هنا أهمية التوعية الطبية  بمخاطر الكورونا وتداعياتها السلبية على الفرد والمجتمع ، على الهيئات والمؤسسات ، على قطاعات التعليم والصحة والثقافة ، بل على جميع مناحى الحياة ، ومن هنا كان لزامًا على الدول استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة؛ لضمان تقديم ونشر أكبر قدر من التوعية الصحية للمواطنين وللعاملين بالقطاع الطبي، وذلك حرصًا على صحتهم وصحة أسرهم من خطر العدوي ب (كوفيد- 19) المستجد، حيث إن التحول للمجتمع الرقمي يأتي ضمن أولويات عمل الهيئة؛ لأنه يضمن سرعة في التواصل ،وإنجاز العمل ونشر المعرفة على نطاق واسع.. ،واستخدام الآليات التكنولوجية الحديثة في التواصل يعتبر من أدوات ذلك التحول، وتأتي هذه الخطوة استجابة لتوجيهات القيادة السياسية للاعتماد على وسائل التواصل عن بعض خاصة في الوقت الحالي الذي يشهد انتشار فيروس كورونا ؛ وذلك بهدف توعية وتثقيف العاملين في مجال الرعاية الصحية والمواطنين، بوسائل الحماية الشخصية وطرق استخدامها، والمعلومات الطبية والعلمية لكيفية عمل حجر أو عزل منزلي؛ للحماية من مخاطر عدوى كورونا ،وحرصًا علي ذويهم من التعرض لمضاعفات (كوفيد -19) المستجد. وهو ما يضمن سلامة المجتمع بشكل عام، فضلا عن الحفاظ على بيئة المستشفيات خالية من العدوي.

وعلى صعيد آخرتبرز أهمية توعية المواطنين للتعامل مع ذلك الفيروس من خلال حملات توعية مختلفة عبر وسائل الإعلام والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات ومختلف الجهات المختصة ، بما فيها المؤسسات التى تقوم بأعمال الترجمة الطبية  حتى يكون هناك استعدادات كافية لمواجهته، والحد من انتشاره حال وصوله للشارع المصرى، لاسيما في المناطق المزدحمة بطبيعتها أو في المدارس والجامعات التي تعانى من ارتفاع كثيف بطبيعتها.

إن التوعية والتعامل بشفافية مع أزمة الكورونا – أهم سلاحين في المواجهة، بالإضافة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، حيث يحد ذلك من انتشار الفيروس وتقليل آثاره، لاسيما وأن الوقاية من الفيروس  أفضل علاج له ،بل هو الوحيد حتى الآن، الأمر الذى يتطلب رفع درجة الاستعداد والتوعية للوقاية منه، مما يبرزأهمية التعامل بشفافية مع الأزمة، والإعلان عن بيانات تفصيلية عن تطور الإصابات والانتشار، ولن يحدث ذلك بمنحى عن الترجمة الطبية.

أهمية متطلبات الامن والسلامة اللازمة والعمل على ممارسة الإجراءات الصحية السليمة من خلال الاهتمام بالنظافة العامة ، وهنا لابد أن نحتذي مضمون  المثل القائل  «الوقاية خير من العلاج» وعدم السماح للإشاعة ؛حتى لا تتصدر المشهد ،والعمل على محاربتها ،وتتبع النشرات الرسمية الصادرة .كذالك من المهم فى هذا الصدد ضرورة الالتزام بمتطلبات النظافة العامة ،وضرورة اتباعها ؛للحد من انتشار أزمة الكورونا ،وحث مديري ومديرات المدارس على توفير مواد التنظيف ،وعدم السماع إلى مروجي الإشاعات . كما لابد من الإشارة هنا إلى تاريخ المرض ومراحل تطوره ،وتم عرض فيديو  وعرض تقديمي آخر يوضحان  تاريخ المرض والممارسات اللازمة للحد من انتشاره.

وفي سياق متصل ،وضمن الجهود الحثيثة والمستمرة والتعاون المشترك بين مديرية التربية والتعليم ومديريتي الدفاع المدني والصحة في التصدى لأزمة الكورونا يمكن للمؤسسات التعليمية والثقافية أن تقدم محاضرة توعية عن فيروس كورونا المستجد ،والإسعافات الأولية ،والإجراءات الواجب اتباعها ؛ للوقاية من خطر الأمراض السارية والمعدية ،ومتطلبات الأمن والسلامة والنظافة العامة والشخصية ومحاربة الإشاعات حول الفيروس .

الترجمة الطبية
الترجمة الطبية

 دور الترجمة في ظل أزمة كورونا

تحتاج مرافق الرعاية الصحية ، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى خدمات ترجمية ولغوية سليمة ودقيقة، ومن حُسن الطالع أن المترجمين التحريريين والشفويين العاملين في قطاع الصحة  -وخاصة مجال الترجمة الطبية- تكيّفوا بسرعة مع التحديات اللغوية والثقافية التي فرضتها أزمة الكورونا (كوفيد-19)، وذلك بفضل العون الذي قدّمه معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة. ففي حين يرابط الأطباء والممرضات وأخصائيو الرعاية الصحية في خط الدفاع الأول بوجه فيروس كورونا (كوفيد-19)، فإنهم يستمدون الدعم والمدد من آلاف الخبراء الآخرين، كل في مجال اختصاصه. ومن هؤلاء محترفو الترجمة التحريرية والشفوية، وهما مهنتان تسبقان في أهميتهما لاستدامة الخدمات العامة وتقديمها وحُسن سيرها -التحدياتِ الناشئة التي تشهدها الساحة الدولية في يومنا هذا. وقد تضافرت هاتان المهنتان؛ بفضل برامج التأهيل والتدريب التي يقدمها معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة، بسلاسة مع حزمة الاستراتيجيات الوطنية الرامية إلى ضمان صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وإطلاعهم على كل ما يتصل بذلك من تطورات أو محاذير.

 

 

وبالرغم من التطورات الأخيرة، ما زال المترجمون والأخصائيون اللغويون يعملون على قدمٍ وساق في قطاع الرعاية الصحية و الترجمة الطبية ، إذ بصرف النظر عمّا يحمله فيروس كورونا من تحدياتٍ لنا جميعًا، فإن هناك أسقامًا وعللاً أخرى يعانيها الناس، وتشتدّ معها الحاجة إلى خدمات الترجمة التحريرية والشفوية بكل أشكالها وصنوفها. ويعني هذا أن الحاجة لخدماتٍ لغوية متقنة وسليمة في مرافق مؤسسة حمد الطبية، وغيرها من مؤسسات- تظلّ قائمةً دونما انقطاع،غير أنّ فيروس كورونا المستجد فرض تغييراتٍ على حجم العمل وطبيعته، ما زاد ولا ريب من وتيرة الحاجة لنقل الرسائل والمعلومات بين القائمين على الجانب الطبي والمرضى والأفراد داخل الحجر الصحي، لا سيّما فيما يتعلق بالعلاج والوقاية.

 

وفى مجال الترجمة الطبية  تبرز أهميةالترجمة الفورية الحيّة على الجانب الآخر، يُرجَّح انشغال المترجمين التحريريين والشفويين في الأنشطة الموجّهة للجمهور في قطاع الترجمة الطبية ، بما في ذلك ترجمة النشرات الخاصة برفع مستوى الوعي تُجاه (كوفيد-19 ) بين أفراد المجتمع. ولمّا كان المجتمع يضمّ عددًا هائلاً من الوافدين، فإن القيام بالأعمال الترجمية يستلزم الإلمام بثنايا اللغات الدارجة ،والأعراف والتقاليد الثقافية في قارات العالم.وهنا تقوم معاهد دراسات الترجمة، وخاصة فى مجال الترجمة الطبية ، بتوفير المترجمين المؤهلين لترجمة النشرات الخاصة بفيروس (كوفيد-19) إلى اللغات :البنغالية والهندية والنيبالية والسينهالية والأُردية. كما تشتد الحاجة في هذه الأوقات إلى الترجمة الفورية الحيّة، وخاصةً في ظلّ النشرات اليومية ،والمؤتمرات الصحفية التي تعقدها اللجنة العليا لإدارة الأزمات ،ووزارة الصحة العامة. ويتجاوز دور المترجمين ذلك ليشكل حلقة الوصل الرئيسة بين الوزارات المعنية ،والجهات الإقليمية الممثِلة لمنظمة الصحة العالمية.

تعريف الترجمة الطبية: 

الترجمة الطبية ( Medical Translation ):تتمثل في عملية نقل النصوص المتعلقة بمجال الصحة والطب من لغة يصطلح على تسميتها اللغة المصدر، إلى إحدى اللغات الأخرى، وتُعرف باسم اللغة المُستهدفة، وذلك مع تعدُّد أنواع اللغات المصدر والمُستهدفة، غير أن أبرز التراجم الطبية تكون من اللغة الإنجليزية للعربية؛ حيث إن معظم مناهج الطب في دولنا العربية يتم تدريسها بالإنجليزية.

أهمية الترجمة الطبية

تنبع أهمية الترجمة الطبية  فى التصدى لأزمة الكورونا من المجال ذاته، فهو يتعلق بصحَّة الإنسان، وجميعنا يرغب في العيش بكامل قُواه البدنية، وأي خلل في ذلك العنصر يُغيِّر من نمط الحياة لدى الإنسان، عافانا الله جميعًا من الأمراض.

أدوار الترجمة الطبية

معرف المصطلحات الطبية:

المعرفة بالمصطلحات الطبية في طليعة الشروط التي ينبغي أن يتَّسم بها من يقوم بمهام الترجمة الطبية، وحتى نكون منصفين لن يستطيع الأحد الإلمام التام بجميع المصطلحات الطبية بنسبة 100%، والسبب في ذلك هو وجود الجديد في كل يوم، ولكن ينبغي أن يحيط المترجم بالمصطلحات والمفردات والتركيبات الطبية قدر المستطاع.

ترجمة التقارير الطبية بشكل صحيح

وهى نقطة فى غاية الأهمية فلابد من الترجمة الطبية السليمة للتقارير بالذات لأن الترجمة الطبية تتعامل مع مصطلحات وأرقام ورموز وجرعات واثارجانبية قد تشبه اثار الأمراض الأخرى ، وكذا اختصارات فى منتهى الأهمية تتصدى لها الترجمة الطبية ، وهذالا مما يؤثر سلبا أو إيجابا على  الطبقةالعريضة التى تستقبل هذه الترجمة الطبية من المثقفين والمرضى على حد سواء.

 

خلو النصوص المترجمة من الأخطاء:

من بين أبرز الشروط التي يجب أن يتَّسم بها المترجم الطبي أن تخلو أعمال ومنتجاته من أي أخطاء، وهناك أكثر من نوع من الأخطاء، ومن بينها الأخطاء الإملائية، وأخطاء القواعد النحوية، والأهم من هذا وذاك الأخطاء العلمية، والتي تحدث نتيجة ترجمة مفردة بشكل خاطئ، وذلك يأخذنا إلى منحى مهم، وهو أهمية الابتعاد عن نمط الترجمة الحرفية، والتي يمكن أن تؤدي إلى فهم خاطئ للنصوص الطبية المترجمة.

 الرغبة في التطور والاطلاع المستمر:

إن مسيرة المترجم الطبي يجب أن تسير في نفس ركب الطبيب، لذا وجب مُطالعة كل ما هو مُرتبط بالمجال، مثل المجلات الطبية، والمواقع ذات الصلة بالمجال، وموقع شبكة الإنترنت في التخصصات الطبيبة المتنوعة، والهدف هو التعرف على القدر الأكبر من التراكيب والمصطلحات، وذلك العنصر على قدر كبير من الأهمية، فهو يوفر الوقت على المترجم وبنسبة كبيرة، ويجعله قادرًا على إنهاء المهام المنوطة فيما يتعلق بالترجمة الطبية لكل مايتعلق ب أزمة الكورونا.

 

المعرفة بأصول التعامل مع الحاسب الآلي:

تُعتبر المعرفة بالقدر المناسب بقواعد التعامل مع الحواسب الآلية من بين الشروط التي يجب أن يتَّسم بها من يقوم بأعمال الترجمة الطبية  (المترجم الطبي)، وكلما زادت تلك المعرفة ارتقى المترجم عن أقرانه؛ نظرًا لكون تلك المعارف تُساعد المترجم الطبي على صياغة النصوص؛ من خلال برامج الكتابة، وبأسلوب مُنضبط، وفى مجال أزمة الكورونا يعد برنامج الوورد هو المساعد الأول في جميع الأعمال الكتابية لجميع الخدمات التعليمية، ومن دونه سوف يصبح هناك قصور في الخدمة المقدمة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الحاسب الآلي، في التعرف على ما يصعب فهمه من مصطلحات وتركيبات لغوية.

الانتباه إلى خطورة الترجمة الطبية الخاطئة

ينبغي في زمرة حديثنا التحذير والتنبيه من استخدام مواقع الترجمة الإلكترونية أو الآلية في أعمال الترجمة الطبية Medical Translation؛ فتلك الطريقة فاشلة، ونضع ألف خط تحت كلمة فاشلة، والمتخصصون في ميدان الترجمة الطبية يُدركون ذلك بكل تأكيد، ولا غضاضة في استخدامها كعامل مساعد، ولكن يجب ألا يتجاوز ذلك طور المساعدة.ويكفينا هنا أشارة مميتة تكفى عن التفصيل إذا علمنا كيف تسببت ترجمة خاطئة لأحد رواد موقع التدوينات القصيرة «تويتر» في حالة من الارتباك الجماهيري حول إصابة اللاعب التشيلي أليكسيس سانشيز نجم فريق إنتر ميلان الإيطالي بـفيروس كورونا

كان موقع «سي دي إف» التشيلي قد أفرد منذ قليل تقريرا عن إصابة إيطاليا بفيروس كورونا، وقرار الاتحاد الإيطالي لكرة القدم والحكومة الإيطالية بإقامة المباريات بدون حضور جماهيرى وفي التقرير جاءت جملة «إنتر ميلان أليكسيس سانشيز يتضرر من فيروس كورونا»، والذي يعني فيه أن الفريق هو من تضرر من أزمة الكورونا ، بإقامة مبارياته خلف الأبواب المغلقة، وليس ان أحد لاعبيه أصيب بالفيروس الذي ينتشر بشكل سريع لكن الترجمة التي جاءت من أحد المتابعين على «تويتر» جاءت بأن اللاعب صاحب الـ31 عاماً أصيب بالمرض، لتبدأ الكثير من وسائل الإعلام المختلفة بتناقل الخبر نقلاً عن التغريدة.

 

error: Content is protected !!
Scroll to Top