الترجمة الطبية وأهمية الحديث عنها
كثير من الأسئلة تأتي إلينا عن الترجمة الطبية وكيفية الدخول إلى هذا المجال، وهذا يستدعي مقال كامل للاجابة الوافية.
نستعرض هنا سويا أهم التساؤلات والأشهر على الأطلاق وهي:
كيفية الدخول إلى تخصص الترجمة الطبية؟
وما هي أولى الخطوات ومن أين أبدأ؟
وما المؤهلات التي أحتاج إليها؟
وهذا المقال من واقع تجربتي الشخصية فلقد بدأت حياتي المهنية كمترجم في المجال الطبي منذ قرابة العشر سنوات.
أولا تعريفات هامة عن الترجمة الطبية
هي واحدة من صور الترجمة المتخصصة وهي نقطة فاصلة ومحورية تعتمد على التقاء متخصصين في الطب مع متخصصين في اللغة.
ونتيجة لهذا التعريف لابد من التأكيد على أنه لا يمكن لواحد من المتخصصين في اللغة أن يدخل إلى هذا المجال منفردا.
وكذلك لا يستطيع أي متخصص في المحال الطبي وحده أن يدخل إلى مجال الترجمة الطبية.
بل يجد التعاون على كل منهما وكلاهما يحتاج لاكتساب بعض المؤهلات الخاصة لممارسة مهمة الترجمة الطبية.
وهناك مؤهلات للعمل في مجال الترجمة عامة مثل التمكن من كافة المهارات الخاصة باللغة المترجم عنها وكذلك اللغة المترجم إليها.
حيث من الواجب ومن المفترض أن تكون اللغة المترجم إليها هي اللغة الأم.
وهناك كذلك ضرورة الإلمام بالعديد من المهارات المستقلة للنقل الأدبي والمعنى المضبوط بين اللغتين.
وهنا لابد أن نضيف أنه في حالة التراجم المتخصصة لابد من اضافة حد أدنى من المعرفة والإلمام بالتخصص.
وهذا بالطبع يشمل فهم التراكيب والمصطلحات وفي حالتنا هنا اليوم لابد من الإلمام بالمفاهيم الطبية.
كيفية اكتساب مؤهلات الترجمة الطبية
في البداية لابد من أن يعمل الفرد على تحديد ما يتوافر له من مؤهلات لغوية وكذلك مؤهلات طبية.
وبطبيعة الحال يتفاوت الناس فيما هو متاح لهم من المؤهلات وسوف نتناول هنا تلك المءهلات في شيء من التفاصيل.
(1) اللغة العربية
لابد من التأكد من سلامة النص المُترجم وخلوه من كافة الأخطاء اللغوية سواء كانت أخطاء الهجاء أو الخطأ في القواعد.
اللغة التي تترجم لها هي المنتج النهائي وهي كذلك وسيلة عرض على القارئ وإذا وجد القارئ خطأ واحد فسوف يزرع الشك ويفقد الثقة في عملك.
من المؤكد أن الترجمة تعتمد على جانب كبير من الثقة لأنها تحوي الكثير من الخطورة وخاصة في مجال الترجمة الطبية.
وتكمن خطورة الأخطاء في اللغة العربية في أنها معروفة ومنطقية وظاهرة لجميع وهي كذلك معيار وسيط وقد يكون الوحيد الذي يحكم به العميل.
يجب أن يكون المترجم ملم ومتقن لقواعد اللغة العربية وهناك طرق ووسائل بسيطة تعينك على هذا مثل:
- المواظبة على قراءة القرآن بتمعن
- قراءة الكتب بصوت عالِ والإستماع للخطباء المتقنين.
- محالة قراءة الكتب الأدبية مثال كتب طه حسين لما تمتاز به من جمع بين البساطة وسلامة اللغة
- مراجعة أصول اللغة وقواعد النحو السليمة والتي تم دراستها في المدرسة.
على المترجم المحترف الإحتفاظ بكتاب في قواعد النحو والصرف البسيط إلى جواره أثناء العمل للمراجعة فيه بين حين وأخر.
ومع التكرار سوف تترسخ القواعد كلها في الذهن ومن الأفضل في بعض الأحيان أن يلتحق المترجم بدورات التدقيق اللغوي.
(2) اللغة الإنجليزية
يحتاج اللغويون أو المترجمون إلى الإلمام بكافة المصطلحات الطبية المتخصصة والتراكيب اللغوية الخاصة وكذلك أساليب الاشتقاق.
وهناك العديد من الدورات المتخصصة في هذا المجال باللغة الإنجليزية على الإنترنت ويمكن الرجوع إليها كل فترة.
وحديثا أصبح هناك جهد مشكور للعديد من المتخصصين في المجال الطبي في تبسيط تلك المصطلحات ويمكن الرجوع إلى اليوتيوب.
وتهدف تلك المهارة أو اتقان اللغة الإنجليزية إلى تنمية القدرة على فهم النصوص المكتوبة.
الأمر قد يكون أكثر سهولة على من درسوا الطب أو الصيدلة وهذا بالطبع مفيد جدا لأنهم ملمين بالعديد من المفاهيم الطبية.
ولكن هناك الكثير من الإستراتيجيات المستخدمة للقراءة وفهم المعنى الكلي واستخلاص المعانى.
ونحن هنا نقر ان أفضل وسيلة للعلم هو التعليم الذاتي مع امكانية اللجوء لدورات متخصصة في الإنجليزية للأطباء والصيادلة.
(3) مهارات النقل
هناك وجهة نظر نحن نتبناها وهي أن مهارات النقل أو هي ما يطلق عليها مهارات عملية الترجمة يمكن أن يتم تقسيمها إلى مهارات تتعلمها ذاتيًا مثل:
مهارة دقة البحث والوصول إلى المقابلات والهدف وكذلك مهارة التعرف على المراجع المطلوبة للعمل ومهارة تقييم المصادر.
وهناك مهارات لا غنى ابدا عن تعلمها وتلقيها مثل:
مهارات التحليل لفهم الجملة والمقصود منها وذلك على مستوى اللفظ والتركيب.
ومن ثم نبدأ في خطوات النقل السليم للمعنى وذلك يشمل التحقق من جودة وكفاءة الترجمة.
ويمكن لفت النظر هنا إلى مهارة المترجم في تحديد اختياراته للترجمة المعينة وعليه إقناع المتلقي برأيه.
للأسف يغيب هذا الجزء عن الكثير من المترجمين غير المتخصصين في الترجمة الطبية.
وهذا الجزء لا يوجد مكان معروف أو متاح يمكن من خلاله الحصول على تلك المهارة بل هي نتاج الخبرة الشخصية ورؤية العميل.
وأخيرا مهارة التمكن من البحث على الإنترنت والتي تعتبر من مهارات النقل أيضًا.
(4) الإلمام بالتخصص
هؤلاء المهتمون باللغة وبمجال اللغويات ويرغبون في دخول مجال الترجمة الطبية غالبا ما تقابلهم مشكلة عدم الإلمام بالمفاهيم الطبية.
وهنا لابد من اللجوء إلى المتخصصين رأسا أو إلى تلك الدورات التي تهدف إلى تعليم اللغة الإنجليزية لدارسي الطب.
تلك الدورات الطبية تمنح الدارس الإمكانية في التعرف على الكثير من المصطلحات وتضيف له إمكانية معرفة تحديد كيفية البحث عن المفاهيم الغريبة.
وفي النهاية لابد من التنويه على أن غالبا ما تضيع محاولات العديد من الأفراد هباء نتيجة عدم الصبر والإستعجال في العلم.
ونصيحتة من فيا ترانسيليشن إلى هؤلاء غير المتخصصين في الطب
يمكنكم أولا الاقتصار على العمل في تراجم النصوص المتوجة إلى المرضى وترك النصوص المتخصصة.