الثقافة جزء لا يتجزأ عن الترجمة
لا شك أن هناك الكثير من الأمور المختلفة بين الشعوب وبعضها وتكمن هذه الاختلافات في الطبيعة البيئية والثقافية لكل مجتمع، فالطريقة التي نتواصل بها سواء كانت لفظية أو كتابية تختلف عن الطرق التي تتواصل بها الشعوب الأخرى في التراكيب اللفظية والمفردات اللغوية. لذلك ينبغي على المترجم الجيد أن يراعي في عمله الاختلافات الثقافية بين الشعوب. فعلى سبيل المثال:
” عصفور في اليد خيرٌ من عشرة على الشجرة” هذا المثل العربي الشهير عند ترجمته إلى اللغة الإنجليزية يُصبح على النحو التالي:
A bird in the hand is worth two in the bush
وهنا استخدمنا الرقم 2 في اللغة الإنجليزية بدلًا من الرقم 10 كما في اللغة العربية بسبب الدلالات الثقافية لكلٍ من الرقمين في كلتا اللغتين ولأن المثل مختلف في البلدين.
الخلط بين المترجم التحريري والمترجم الفوري:
يحدث الكثير من الخلط بين مصطلح المترجم التحريري والمترجم الفوري، حيثُ يخلط العامّة بين إمكانية الاثنين في ترجمة جميع المستندات والوثائق. فالمترجم التحريري تتلخّص مهمته في ترجمة المستندات والوثائق المكتوبة، أما المترجم الفوري فيُعنى بالترجمة الفورية الشفهية للمؤتمرات والمحاضرات المسموعة. وتختلف قدرة المترجمين من مترجم لآخر فهناك بعض المترجمين الفوريين يُتقن الترجمة من الإنجليزية إلى العربية فقط، والبعض الآخر يستطيع الترجمة في كلا الاتجاهين، وجميع هذه الأمور متوقفة على مدى تيقظ ذهن المترجم ومهارته اللغوية.
هل يمكن الاستغناء عن المترجم في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
إن التحول الجذري الحاصل للمجتمع من خلال التطور التكنولوجي، جعل البعض يعتقدون أن الآلة يمكنها مجاراة المترجم البشري في عملية الترجمة وفي المستقبل سيتم الاستغناء عن جميع المترجمين واستبدالهم بالآلة. وهذا أمرٌ خاطئ تمامًا ويرجع لعدة أمور منها أن الآلة لا تفهم الفروق الثقافية بين الشعوب كما أن الآلة لا يمكنها التعامل مع العملاء والتواصل معهم كما يفعل المترجم المحترف، وهناك أيضًا اللمسات الإبداعية والبلاغية التي يُسقطها المترجم الآلي أثناء عملية الترجمة، حيثُ تنقل الآلة المعنى اللفظي فقط. لذلك تظل الحاجة الماسة إلى وجود مترجم محترف في ظل هذا التطور التكنولوجي حتى تتم عمليات الترجمة على أكمل وجه.
صعوبات تواجه المترجم
يعتقد الكثير من الناس أن الترجمة عملية سهلة لا تحتاج إلى مترجم خبير ومحترف، ويُلخّص الكثير من الناس عملية الترجمة في فهم موضوع النص وما يدور حوله، بينما في الحقيقة فإن عملية الترجمة تتطلب خطوات كثيرة ومعقّدة، فيجب أن يتميز المترجم بحضور ذهني عالي ويقظة وأن يكون متنبهًّا لكل التفاصيل سواءً كانت كبيرة أو صغيرة، وأن يدوّن جميع التفاصيل التي سيحتاجها للرجوع إليها لاحقًا وأن يستفيض في عملية البحث حول موضوع الترجمة في مصادر متعددة ومن ثم يحاول الوصول إلى ترجمة احترافية ذات جودة عالية.