السفر دون الإستعانة بخدمات الترجمة هل هناك صعوبة ؟

السفر دون الإستعانة بخدمات الترجمة هل هناك صعوبة ؟

صعوبة السفر دون الإستعانة بخدمات الترجمة

أحب السفر وزيارة مدن جديدة وتجربة أطعمة وثقافات متنوعة وطرق مختلفة للقيام بالأشياء. حيث تثري العادات والتقاليد الجديدة حياتنا ومنظورنا للحياة. كما يعد التحدث بلغاتٍ جديدة تجربة شيقة وممتعة، لكن في حالة عدم تمكنك من فهم هذة اللغة فسريعًا ما ستشعر بالوحدة والقلق. فعندما يصعب عليك فهم المعلومات أو التعليمات البسيطة أويصعب على الآخرين فهم لغتك حينها ستتحول رحلتك السياحية من رحلة ممتعة إلي تجربة قاسية. لذلك فإن السفر دون الإستعانة بخدمات الترجمة سيؤثر سلبًا على رحلتك.

اكتسبت خلال رحلاتي الكثيرة بعض اللغات، ففي السنوات الخمس الأخيرة، زرت بلدانًا عديدة فتمكنت من التحدث باللغة الإنجليزية والإسبانية. وفي الآونة الأخيرة، سافرت إلى ألمانيا والنمسا جمهورية التشيك، وعلى الرغم من أنني توقعت أنني لن أواجه صعوبة في التعامل مع الناس مُستخدمًا لغتي الإنجليزية – إلا أن الوضع لم يكن كذلك- حيث لم يتمكن سوى القليل من الناس الذين قابلناهم من فهم اللغة الإنجليزية وبالإضافة إلى ذلك لم نتمكن نحن أيضًا من فهم اللغة الأمانية.

واجهت صعوبة شديدة في اليوم الأول لزيارتي لألمانيا، عند شراء تذكرة عبر الإنترنت لمتحف شهير بألمانيا لاحظتُ نقص المعلومات المترجمة لدعم السائحين متعددي اللغات في هذه الأماكن المزدحمة بالسائحين.

صعوبة السفر دون الإستعانة بخدمات الترجمة
صعوبة السفر دون الإستعانة بخدمات الترجمة

لا يستفيد السياح منالترجمة الرديئة للمواقع الإلكترونية ‎

تسبب الموقع الإلكتروني للمتحف في ازدياد الأمور سوءًا، أولًا: قضيت ساعتين لشراء التذاكر فحسب. وعلى الرغم من توفر الموقع باللغتين الإنجليزية والألمانية إلا أنه يظهر فقط باللغة الألمانية عند استخدامه في كل مرة لدفع ثمن التذاكر. وبعد أربع محاولات، قررت الشراء باللغة الألمانية وتمنيت أن يكون ذلك الأفضل. ولكن للأسف، فقد وجدت في اليوم التالي أن حجز التذكرة كان متوفرًا لساعات مُحددة, وهو ما لم أكن أعرفه لأنني لا أستطيع قراءة الألمانية. ونتيجة لذلك اضطررت الإنتظار في صف طويل وأهدرت ساعاتٍ قيمة حيث أن موقع المتحف قد تم ترجمة معظمه للإنجليزية إلا أن الجزء الخاص بدفع التذاكرلم يتوافرترجمته. باختصار لم يتم توفير احتياجاتي كسائح متعدد اللغات. كما يقدم المتحف خدمات اللغة الألمانية والإنجليزية فقط, فماذا عن الآف السائحين كل العام ممن يتحدثون الصينية أواليابانية أو الأسبانية، للأسف قد يشعرون بالضيق مثلما شعرت أثناء زيارتي لأحد أهم المتاحف في العالم.

واجهنا صعوباتٍ مماثلة في محطة القطار وعند شراء الطعام. ففي محطة القطار لم نكن نعرف إلى أين نذهب أو ماذا نفعل كل المعلومات كانت مكتوبة بالألمانية. شعرنا بالضياع واضطررنا إلى سؤال الناس عن الاتجاهات عدة مرات للعثور على طريقنا. لقد فاتنا القطارتقريبًا. أما عند طلب الطعام، فمرة حصلت على طعام مختلف عن ما طلبته حيث كان عليّ أن أشير إلى الصور وأقوم بإشارات بيدي. كان من المزعج وغير المريح مواجهة هذا الحاجز اللغوي، مع عدم فهمي للإشارات أو التواصل الفعال مع الناس.

بدأت بترجمة الكتيبات في الأماكن السياحية وقوائم المطاعم وحتى اللافتات في متجر الحلويات، مما جعل حياتي أسهل بكثير. أود أن أشير إلى أننا وجدنا أماكن في برلين مناسبة بشكل أفضل للسائحين متعددي اللغات.

في هذة الحالة، يعد كلًا من كتدرائية برلين ونقطة تفتيش تشارلي (نقطة عبورعلى جدار برلين) أحد أهم المعالم السياحية الشهيرة التي تلبي احتياجات السياح متعددي اللغات من خلال تقديم كتيبات مترجمة بعدة لغات كما هو موضح في الصور أدناه.

مدينة سياحية وخدمات متعددة اللغات للسائحين

تُعد زيارة مدينة براغ في الجمهورية التشيك من التجارب المختلفة.حيثما ذهبنا نجد الكتيبات وادلة السياح والتعليمات متوفرة باللغات العديدة، فكان كل ما يخص السائحين والسياحة مترجمًا إلى لغات عديدة حيث يتم توفير المعلومات بشكل فعال للسائحين باللغة التي يختارونها.

لقد أعجبت بما تقدمه مدينة براغ من محتوى مترجم إلى لغات متعددة متوفر للسائحين، خاصة بعد خيارات الترجمة المحدودة التي وجدتها في برلين. وجدت صلوات مترجمة إلى 16 لغة في كنيسة كاثوليكية. تمت ترجمة الكتيب التعريفي إلى 15 لغة لتتمكن من زيارة برج ساحة البلدة القديمة في براغ وتمكنا من زيارة إحدى أقدم الساعات الفلكية مُستعينين بكتيب مترجم بلغتنا. كانت هذه الزيارات أكثر متعة كما تعرفنا على الأماكن وتاريخها لأننا تمكنا من الحصول على المعلومات بلغتنا.

لقد التقطت صورًا للأماكن التي تستخدم خدمات الترجمة لدعم السائحين كما هو موضح أدناه، وهى خدمات متوفرة للسائحين والتي تعكس اعتبار السياحة صناعة متعددة اللغات.

تعد براغ مدينة رائعة تتميز بتعدد اللغات والثقافات. وبلا شك قد أدركت مدينة براغ أهمية السياحة. وينعكس ذلك في اهتمامها بالسياحة والذي يظهر خلال تقديم الطعام للسائح بلغته. بالإضافة إلى ذلك، ستجد مستندات مترجمة متوفرة للسائحين في كل مكان في المتاحف والفنادق والمطاعم ومحطات القطار ومواقف الحافلات. كما أن جميع الأماكن السياحية مزودة بإرشادات مترجمة لعدة لغات.

كمرجع لبحثي حول الترجمة لمحتوى السياحة والسفر، يمكنك رؤية صور الكتيب المذكور أعلاه والصلوات المترجمة للعديد من االلغات.

الانفتاح على الثقافات ومراعاة الإختلافات وتوفر جميع اللغات

بعد زيارة براغ ذهبنا إلي فيينا والنمسا، ووجدنا أيضًا أن هذه المدينة قادرة علي التعامل مع السائحين بمختلف اللغات وتقديم خدمات ترجمة خاصة بهم. هناك إدراك حقيقي لأهمية توفير الثقافة والتاريخ والفن بلغة السائحين. و ينغكس ذلك أيضًا فى الصورالعديدة أدناه للكتيبات المترجمة إلى العديد من اللغات وقوائم الفنادق و حافلات المدينة السياحية المزودة بالعديد من الكتيبات المترجمة التي تشرح معالم المدينة السياحية. بالإضافة إلى تزويد المتاحف بالعديد من الخرائط متعددة اللغات وكتيبات لشرح كنوزها الأثرية كما هو موضح في الصور التي التقطها في فيينا.

تقديم السياحة بلغة السائح

من أحد الأمور التي أتميز بها هو معرفة ثقافات جديدة من خلال العمل في صناعة الترجمة حيث أتعامل يوميًا بين اللغات والثقافات ومواقع الترجمة. جعلتني هذه الرحلة إلى وسط أوروبا أدرك بشكل مباشر أهمية خدمات الترجمة لصناعة السياحة والسفر. تعتبر صناعة السياحة والسفر بحكم تعريفها صناعة عالمية، ويمكن للأشخاص الذين يعملون فيها المساعدة في الحفاظ عليها كصناعة مزدهرة من خلال توفير لغات عملائهم.

error: Content is protected !!
Scroll to Top