مقدمة لابد منها
اللغة هى أداة التواصل بين الناس والشعوب المختلفة، فهى تعبر عن حاجتهم وتعكس تقدمهم ورقيهم فى مجالات المعرفة المختلفة، وهى تتغير بتغير الأحوال والظروف الحياتية لتستوعب الأحداث الجديدة ومجريات الأمور، ولا تنحصر عملية الترجمة عادة فى نقل الأفكار والمعارف، بل هى جزء من منظومة إيديولوجية تقوم فيها بدور الوسيط المعرفى وتشرف على إنجازها السلطة السياسية ، لقد أمسى لزامًا علينا أن نمدّ الشراع فى ثورة الإبداع. فإنّ العقولَ لا تعرف ربيعًا سوى للفكر والابتكار، وكذا القلوبُ لا ترهفُ سمعها إلا لزقزقة الطبيعة الخالية من الزيف ومنتجات الصناعات البلاستيكية.
ويمكن أن تكون الترجمة بمثابة الوسيط الذى يمنحنا القدرة على تحسين فهمنا لقضايا التنمية ولثقافات الشعوب الأصلية، وذلك بأفكار تتسم بقدرتها على تجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، كما تكمن أهمية الترجمة فى دورها الفارق والمهم فى حوار الحضارات الذى يهدف إلى تقوية التواصل فى فهم الحضارة فى إطار من التعاون المبنى على الاحترام المتبادل والأمانة والدقتعد عملية الترجمة عملا أدبيا رائعا تتعاضد فيه خبرات لا حصر لها ، وتتضافر فيه إمكانيات لا تحصى ، وتتجلى فيه ملكات لا تنتهى ، ذلك أن المترجم يقف على طرق شتى ، ويواجه ظروفا متنوعة ، يزجى فكره فى اتجاهات شتى ، ويضرب بسيفه فى آفاق كثيرة ، يحدوه فكره ، وتعينه ثقافته الواسعة ، وتحمله خبرته الكبيرة . إن كل لغة تحمل وراءها ثقافة كاملة، فالترجمة لا تفقد معناها وأصالتها إلا حين تسير مقيدةً وراء النص الأصلى بتراكيبه ومفرداته، وما لهذا جُعلت الترجمة؛ فاللغة هى تعبير عن مكنون النفس البشرية بأفكارها ومشاعرها وما يعتمل فى خلجاتها. وقد برز مصطلح الترجمة الإبداعية فى الآونة الأخيرة كأحد المصطلحات الجديدة لنمط جديد من أنماط الترجمة، وكأن الترجمة كصناعة تخلو من الإبداع والموهبة وإطلاق العنان للمترجم لإنتاج نص إبداعى يصل إلى عقل القارئ وقلبه، وأصبح الحديث عن أن هناك فارق بين الترجمة التقليدية والترجمة الإبداعية، إذ تُعنى الأخيرة بترجمة الإعلانات وألعاب الفيديو وغيرها من المواد التسويقية والدعائية. وهذا فى الحقيقة ظلم بيِّن لمفهوم الترجمة كصناعة ومهنة تُعد من أرقى المهن التى يشرف الإنسان بالعمل بها.
صحيح أن هناك نمط من الترجمة لا يتقيد بالنص الأصلى، وذلك بغرض التسويق لمنتج أو خدمة معينة عابرة للحدود، كترجمة نص من الصينية إلى العربية لشركة ما، تقوم بإطلاق حملاتها التسويقية عبر الإنترنت مثلا، ففى هذه الحالة يتطلب الأمر من المترجم التخلى تمامًا عن الترجمة الحرفية أو حتى التقيد بالنص، وإطلاق العنان لنفسه وخياله، لينتج نصًا تسويقيًا يصل إلى القارئ المستهدف، حسب ثقافته ليضمن وصولًا أسرع للأفكار، لتحقق بذلك الترجمة نفس التأثير الذى أحدثه النص الأصلى فى بيئته الأصلية، وأضحت تعرف هذه العملية فى وقتنا الحالى بـ “الترجمة الإبداعية”؛ إلا أنه لا ينبغى إغفال الإبداع فى صناعة الترجمة، وأنه يجب على المترجم أن يكون مبدعًا.
إننا حين نتناول الحديث عن الترجمة الإبداعية فلا نغفل قمة الإبداع البشرى المتجلى فى “الشعر”، فلقد برع الكثير من الشعراء العرب فى ترجمة الشعر العالمى، حتى إنهم تفوقوا بذلك على نتاجهم الشعرى، وهناك من النقاد من يرى أن بعض الأشعار المترجمة على قلتها، تحمل مفردات وتراكيب أكثر جمالية من النص الأصلى، ويرى البعض أن الشعر لا يُحسن ترجمته إلا شاعر، إذ أنه يكون أكثر قدرة -بسبب الموهبة والملكة الشعرية التى لديه- من غيره على التعبير وتذوق الشعر ليوصل المعنى إلى المتلقي بدرجة عالية من الإبداع، فهو لا يقوم فقط بعملية ترجمة، وإنما يقوم بعملية إبداع أخرى فى ضوء النص الشعرى، ولعلنا نفرد لذلك مقالًا منفصلا للحديث عن الشعر وترجمته.
ليس المراد من المترجم المحترف أن يصير مكبلًا بأوهام الاحترافية والحفاظ على النص الأصلى بدعوى الأمانة المهنية، فلو كان الأمر كذلك لكانت الترجمة الآلية سيدة شيوخ المترجمين، ولصار “جوجل” أفضل مترجم عرفته البشرية، بل صار لزامًا أن يبسط المترجم الشراع لسفينة الإبداع، حتى تنطلق فى خضم بحر خياله الواسع، لإنتاج نص يثير عقل القارئ ووجدانه، ويدفعه دفعًا إلى إكمال قراءة النص، بحيث تصل كل مفردة وكل عبارة إليه وتحدث أثرها به، كما تفعل العبارة الأصلية فى قارئها، دون تجاهل ولا إخلال بالنص الأصلى، بل ينبغى أن يتم ذلك من خلال عملية إبداعية متكاملة.
الترجمة تجاوز للحدود وإثراء للثقافات
هكذا جرت العادة ان يتحمل اصحاب الفكر الجديد -خاصة فى مجال الثقافة و الادب – المصاعب و المتاعب من اجل تفهيم افكارهم الرائدة او او تكريسها فى ذلك المجال. فقد روى لنا تاريخ الثقافة البشرية او آدابها و حتى فى بعض الاحيان تاريخ علومها نماذج كثيرة من هذه الصراعات بين المجددين و انصار الفكر القديم. و قد يجَرُّ هذا الصراع من بين الاشخاص الى كيان الشخص- مجددا كان او من انصار القديم- اذ يشعر بالحاجة الماسّة للتغيير لكن لا يستطيع ان يقدر مدى رفضه او قبولة للجديد لتعارضه مع فكره القديم و ثقافته، او لانه يشعر بالخطر إزاء القديم و تقاليده.
دراسات الترجمة لا تتناول اللغات فحسب بل تتناول مجموعة واسعة من المجالات الأكاديمية الأخرى، بما فى ذلك اللغويات والنظريات الأدبية ونظريات الاتصال والتاريخ والأنثروبولوجيا وعلم النفس والفلسفة والدراسات الثقافية. إن دراسة نظريات الترجمة وآراء علماء اللغة مهمة جدًا للمترجم أهمية لا تقل عن دراسة اللغة ذاتها، لأنها تسهم فى حل الكثير من المشكلات التى تقابل المترجم، قد يقع المترجم فى حيرة عندما يترجم نصًا ما، هل أترجم ترجمة حرفية أم ترجمة حرة؟ وهل هذه الثنائية موجودة أصلا؟
متى استخدم الترجمة الدلالية؟
الترجمة الدلالية يتم استخدامها فى حالة أننا لا نريد التغيير فى النص المصدر وذلك عندما يكون الكلام أو النص الذى كتبه الكاتب مهم جدًا مثل، على سبيل المثال المجالات الفلسفية أو الدينية أو السياسية أو العلمية أو التقنية أو الأدبية والنصوص الموثقة ، على العكس من ذلك تكون الترجمة التواصلية التى تسعى إلى إحداث نفس الأثر الموجود فى النص المصدر إلى النص الهدف لذلك تتحيز الترجمة التواصلية إلى النص المترجم وتحاول أن تزيل اللبس او الغموض من النص وتنقله بشكل مفهوم يناسب ثقافة القارئ، وبهذا تكون أكثر سلاسة وابسط وأوضح من الترجمة الدلالية
الترجمة الإبداعية والتواصل
الترجمة التواصلية تستخدم فى حالة معظم الكتابات غير الأدبية، والصحافة، والمقالات والكتب، والكتب المدرسية، والتقارير، والكتابة العلمية والتكنولوجية، والمراسلات غير الشخصية، والدعاية، والشعارات العامة، والخيال الشعبى. إذن الترجمة الدلالية تهتم بالكلمة أما الترجمة التواصلية تهتم بالجملة
أكّد نيومارك أنه فى بعض الأحيان تكون الترجمة التواصلية أفضل من الترجمة الدلالية، حيث أن الترجمة الدلالية لا تسمح بإجراء تصحيحاتٍ أو تحسيناتٍ للنص المصدر، وبالتالى فإن الترجمة التواصلية قد تكون أفضل في بعض الأحيان لأن المترجم يكون قادر على تصحيح المنطق وتوضيح الغموض فى النص، واستبدال التراكيب اللغوية الركيكة بالتراكيب الأنيقة والمنمقة، وإزالة الغموض، والقضاء على التكرار، وإعادة كتابة النص إذا كان مكتوبا بشكلٍ سيئ
وأوضح نيومارك أن الغالبية العظمى من النصوص تتطلب ترجمة تواصلية وليس ترجمةً دلالية. اقترح أن يتم اعتماد النهج التواصلي لمعظم الكتابات غير الأدبية، والكتب المدرسية، والكتابة الفنية، والخيال الشعبى، والدعاية، في حين أن النهج الدلالي يتم اعتماده للنصوص الهامة المحتوى التى ينبغى ألا يحدث فيها أى تغييرٍ أو تدخلٍ من المترجم.
لعلك لاحظت الآن كون الترجمة لا تتعلق فقط بترجمة كلمة واستبدالها بأخرى، بل أن هناك قضايا أخرى يجب أخذها فى الاعتبار، وأن نظريات الترجمة توفر الإستراتيجيات لتمكيننا من التفكير فى حل بعض المشكلات التى تصادفنا عندما نترجم
ما هي الترجمة الإبداعية؟
تُعرّف الترجمة الإبداعية بأنها عملية مواءمة النص مع ثقافة أو لغة مختلفة عن طريق تجنب طريقة الترجمة كلمة بكلمة بالتزامن مع حفاظك على جوهر النص الأصلى. وقد يحتاج المترجم فى هذه الحالة لتغيير بعض الكلمات، وربما حذف أو إضافة جمل جديدة أو فى بعض الحالات قد يحتاج إلى إعادة كتابة النص بالكامل. فى مثل هذه الحالات، لا يجب أن يقتصر بحثك عن مترجم يتقن اللغة اتقاناً عالياً فقط، بل يجب أن يكون ملماً إلماماً كبيراً بالمفاهيم الثقافية لتلك اللغة. إن ما تنتجه بلغتك الأم قد يخلق تأثيراً قوياً على جمهورك الذي يشاركك نفس القيم أو الخلفيات، ولكن لكي تكون فعالاً بلغات أخرى، فقد تؤدّي الاستفادة من وكالة ترجمة إبداعية للكتالوكات للحصول على القدر الأكبر من التأثير الذي ترغب بتحقيقه. إفترض بأنّك تحاول بيع منتَج ما إلى مناطق أو دول مختلفة، ستجد أن الميزة التي تُعتبر ثمينة في منطقة ما قد تكون غير ضرورية في منطقة أخرى. وبالنتيجة، ستفكر في تغيير أساليب التسويق في تلك المناطق المختلفة، وعندما يفشل فريق التسويق الخاص بك ، يمكنك الاعتماد على المترجمين المبدعين. سيكون هؤلاء المترجمون على دراية بالاختلافات المحلية والفروق الثقافية الدقيقة وسيفهمون ميّزات المنتج التى ستُساهم فى بيعه كما سيعيدون ترتيب النص التسويقى بالكامل أو يكتبون نصاً جديداً. وفى حالة أخرى، اعتبر نفسك مزوّداً لخدمة ما ولديك عملاء دوليين. قد لا يحتوى نصك التسويقى الذى يعرّف العملاء المحتملين بك على أى عيوب فى لغتك الأم، لكن الترجمة المباشرة لهذا النص قد تتسبب فى بعض حالات سوء الفهم أو سوء التقدير لأعمالك. فى مثل هذه الحالة، سيكون الهدف من وظيفة الترجمة الإبداعية هو التأكد من التوصل إلى نص مختلف يتضمن نفس التأثير مع إبعاد أى احتمالات لسوء الفهم
على سبيل المثال، ستشجعك شركة الترجمة الإبداعية على الإجابة عن أسئلة محددة مثل “من المشمول فى الجمهور المستهدف؟” “ما هى الخدمة / المنتج الذى يتم بيعه؟” أو “ما هى الرسالة الضمنية الخاصة بشركتك؟”. بمجرد قيامك بالإجابة على هذه الأسئلة كزبون، سيبدأ المترجم بتجسيد الإبداع فى الترجمة وسيبدأ فى التفكير فى الإجابات بلغة أخرى. وكمثال معروف عن الترجمة الإبداعية، الشعار الخاص بشركة دولية ما لإنتاج الحلوى. حيث يُصبح شعارها الساحر والإيقاعى فى اللغة الأم جامداً عندما تتم ترجمته بشكل حرفى. ولكن بمجرّد أن عمل المترجم على الحفاظ على الإيقاع والرسالة على حدٍّ سواء ونقلَهما بمجموعة مختلفة من الكلمات، بدأ المُنتِج فى جذب الاهتمام فى البلدان الأجنبية أيضاً. يمكنكم مشاهدة أمثلة كهذه أيضاً فى ترجمات الأفلام، القصائد، أو الكتب. فبعض الكلمات لا يمكن ترجمتها بشكل حرفى. أو عند القيام بذلك، قد لا تُثير نفس المشاعر أو تنقل نفس المعنى. ومع ذلك، يمكن للتغير سواءً كان صغيراً أو كبيراً أن يُحدث فارقاً مميزاً حتى لو كان ينطوى على ابتكار فكرة مختلفة اختلافاً كاملاً عن فكرة نص المصدر. فى الواقع، ليس من السهل دائماً تحقيق الإبداع فى الترجمة. ولكى تكون الترجمة فعالة بنسبة 100%، يجب أن يكون المترجم متمرّساً وملمّاً إلماماً عالياً بالثقافة. حتى الفروق الدقيقة يمكن أن توجِد اختلافات كبيرة عندما يتعلق الأمر بمواءمة النص إلى لغة أخرى. من المهم للغاية أيضاً أن تكون متعاوناً وأن تتواصل بشكل فعّال مع وكالة الترجمة الإبداعية التى تعمل معها أو مع المترجم حتى يتسنى لك أنت والمترجم شرح الآثار المقصودة للنص المُعاد إنشاؤه والاتفاق على نُسخة مترجمة مناسبة لِكُل منكما
اليوم تُنفق العديد من الشركات الكبيرة مبالغ ضخمة لضمان تحقيق الإبداع فى الترجمة، حيث يعتمد نجاح هذه الشركات أو فشلها إلى حد كبير على نجاح وكالة الترجمة الإبداعية التى تتعامل معها. وبالطبع إن لم يكن لديك شركة كبيرة فلست بحاجة إلى إنفاق الملايين، ولكن حتى عند قيامك بتخصيص ميزانية صغيرة لهذا الأمر، فستحصل على فرص كبيرة لتعزيز علامتك التجارية فى ثقافات أخرى ممّا سيمهد الطريق أمام علامتك التجارية لتصبح علامة عالمية
أهداف الترجمة الإبداعية
إن الغرض من الترجمة الإبداعية هو الوصول إلى درجة مطابقة من استجابة الجمهور المتلقى للنص فى كلتا اللغتين؛ وتتمثل هذه الاستجابة فى رغبة الجمهور فى شراء أفكارك أو منتجاتك أو خدماتك. كما تحافظ الترجمة الإبداعية على هوية علامتك التجارية وأسلوبها المميز، وفى نفس الوقت تعمل على إعادة صياغة المحتوى باللغة الأم للمتلقى. ولأننا على وعى تام بهذا الأمر، فنحن أفضل من يقدم خدمات الترجمة للرسائل الترويجية لمنتجاتك إلى العربية.
ولأن الترجمة الإبداعية هى فى الأصل كتابة إعلانية، فنحن فى أرابايز لدينا ميزة تنافسية؛ حيث يقوم بهذه المهمة فريق من كُتاب المحتوى ممن يتمتعون بخبرة عالية فى مجال الترجمة، فهم على دراية كاملة بكيفية مخاطبة الجمهور المستهدف، والتكيف مع الاختلافات الثقافية، والالتزام بالمصطلحات المطلوبة، وإبراز أهمية هوية علامتك التجارية وعكسها من خلال النص.
وعلى الرغم من أن اللغة العربية تعد واحدةً من أكثر اللغات ثراءً، فإنه يغلب عليها الطابع الرسمى إلى حد ما. ولذا فإن نقل الرسالة الأصلية إلى السوق المستهدفة بنفس المستوى الإبداعى وبحس اللغة العربية يشكل أحد التحديات الكبرى. ولهذا السبب فإننا نقوم بالترجمة الإبداعية للمحتوى على مرحلتين: مرحلة الترجمة الإبداعية ومرحلة تحرير النص. وتعتبر مرحلة تحرير النص هى القيمة التى نتميز بإضافتها بهدف ضبط المحتوى المنقول إلى اللغة العربية وتنقيحه. ونحن فى أرابايز نهتم بالتعبير عن هدف المحتوى بأنسب طريقة لجمهورك المستخدم.
الترجمة الإبداعية والحضارة
يترتب على مفهوم الأمانة الوظيفية أن يقوم المترجم بعملية موائمة بين المعطيات الحضارية لمجتمعه وعناصر النص الذى يتصدى لترجمته.
فمن جهة قد لا يكون ما يتضمنه النص ملائما للقارئ المستهدف. لنفرض أن قصة أجنبية احتوت على عبارات تهاجم الدين الإسلامى، فهل يتمسك المترجم بالأمانة الشكلية فيثير قارئه بدلا من أن يمتعه. ومن جهة أخرى قد لا يكون الأسلوب الذى لجأ إليه الكاتب ليثير مشاعر معينة لدى قارئه غير مجدية لدى القارئ المستهدف، مثال ذلك أن تحتوى على ما يعتبر سبابا فى المجتمع النص المراد ترجمته، ولا تعتبر كذلك فى مجتمع القارئ المستهدف، فكلمة “ابن الكلب” مثلا لا يصلح مقابلا لها “son of the dog” حيث إن الكلب من الحيوانات المحببة فى المجتمع الإنجليزى، ولا يتخذ مادة للتحقير، ولكن البديل المقبول هو الخنزير.
بل قد تختلف مدلولات الكلمة داخل مجتمع لغوى واحد، فكلمة “لبؤة” تستخدم لمديح النساء فى المجتمعات العربية عدا المجتمع المصرى، فهى كلمة تعتبر من قبيل السب المعاقب عليه قانونا. ويدلنا ذلك على أن القارئ المستهدف يجب أن يكون دائما فى ذهن المترجم حين يقوم بالترجمة.
ومن جهة ثالثة فقد يختلف مدلول العبارة من موقف لآخر، فعبارة “اتكل على الله” قد يقصد بها المعنى المباشر، كما قد يقصد بها فى مواقف الشجار معنى مناقض تماما، ومن ثم فقد يترتب علها رد فعل مناقض لرد الفعل إزاءها فى الحالة الأولى. فإذا ما تغافل المترجم عن هذا الفرق، وترجمها ترجمة مباشرة فى الموقف الثانى خرجت ترجمته تحمل تناقضا غير مفهوم