لا يزال موضوع الترجمة في الوطن العربى تكتنفه إشكاليات كثيرة، من حيث غياب إستراتيجية لما يمكن أن يُترجَم في شكل مؤسسيّ، وتضافُر الجهود لنقل ما ينبغي نقله من لغات العالم، حين يخص الأمر مشاريع كبرى، وضرورة أن تشمل الترجمة مجالات في غاية الأهمية، وعدم الاقتصار على الآداب، والترجمة من لغات أخرى مباشرة، غير الإنجليزية والفرنسية، وإهدار حقوق المترجم والناشر والجهات المعنية، وانتشار القرصنة من ناشرين ومترجمين.
إضافة إلى الإشكاليات التي تمس صميم الترجمة وعملية النقل، مثل عدم ضبط الكثير من المصطلحات والمفاهيم، أو توحيدها، والأخطاء الفادحة التي يقع فيها المترجمون من اللغات الأخرى إلى العربية، والعكس أيضًا، وما ينجم عنها من نص مشوش يسهم في خلق رؤية مشوشة غير دقيقة.
ومن القضايا المهمة
و التي يجدر وضعها في الحُسبان، إدراك العرب أهمية الترجمة فى النهوض، وإسهامها في تطوير المعرفة العربية، على صُعُدِ الفكر والفلسفة والآداب والعلوم الأخرى. فكثير من الكتب الأساسية تُترجَم إلى العربية، لا يُكتَب لها الشيوع في شرائح واسعة من القراء؛ إذ تبقى صعبة الفهم، ما لم يَنْبَرِ نُقَّاد وباحثون في التحاور معها وتمثُّلها وتقريبها من القراء، أى ما يسمى عملية ما بعد الترجمة، وإلا ما ضرورة الترجمة؟
في ملف «الفيصل» الذي تكرسه للترجمة، يشارك عدد من المترجمين المتخصصين إضافة إلى بعض الكتاب، فيتطرقون إلى قضايا الترجمة ويتوقفون عند الإشكاليات التي تواجهها، ويثيرون أكثر الأسئلة إلحاحًا اليوم على المترجمين والناشرين والمؤسسات التي تُعنَى بالترجمة. في الوقت نفسه يتحدث مترجمون عن تجاربهم الشخصية في الترجمة، وعن الكُتّاب الذين يختارونهم، وعن دوافعهم إلى ذلك.
ولعل الحديث عن واقع الترجمة في الوطن العربي يستدعي الحديث عن كم المعوّقات التي تواجه المترجمين والمؤسسات القائمة على الترجمة، وما هو المأمول من المؤسسات التي ترعى عملية الترجمة؟ وما هي الكيفية التي يمكن من خلالها تنشيط عملية الترجمة إلى العربية؟ وكيفية تنظيم الجهود العربية في الترجمة لتتناغم مع الحاجات الفعلية للأقطار العربية من الثقافة والعلوم؟ والعديد من الأسئلة التي سعت هذه الندوة التي نظمها مركز الخليج للدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر للإجابة عنها من خلال مناقشة المحاور الآتية:
سأنطلق في حديثي إلى حال الترجمة في الوطن العربى، إذ إن حالها ليس واحداً في كل الأقطار العربية، ولذلك نجد بأن هناك بلداناً عربية لا علاقة لها مطلقاً بالترجمة، وهناك بلدان وأخص بالذكر: المغرب، مصر، لبنان، سوريا، الإمارات، وهذه الدول نشيطة جداً على مستوى الترجمة. عندما نتحدث عن الترجمة بشكل عام، وندخل الدول التي تشارك والتي لا تشارك والتي تهتم والتي لا تهتم في عملية الترجمة، أعتقد بأننا نظلم البلدان العربية. ومن أجل الإنصاف، علينا أن نتذكر بأن هناك حركة ترجمة نشيطة في الوطن العربى اليوم، وأنا أميل إلى التفاؤل، وربما قبل خمسة إلى ستة سنوات، لم أكن بهذا التفاؤل، لكن اليوم هناك حراك في المجتمعات العربية، وأعتقد أن الأمثلة التي ذكرت حتى الآن: مشروع كلمة ومشروع ترجم والمجلس القومي والحركة النشيطة جداً في المغرب، إضافةً إلى المنظمة العربية للترجمة في لبنان، أعتقد بأن هذه كلها تعتبر حركة مبشرة بالخير، وكي نضع هذه الحركة في سياقها الصحيح، فإن علينا التذكر أولاً، أن المفكرين بشكل عام والشريحة التي تهتم بإنتاج المعرفة أو نشرها، لا تتجاوز 20% عادةً في المجتمعات، وهذا على أقصى حد، وإن أخذنا بعين الاعتبار أن الترجمة هي رافد من روافد المعرفة، وليست الرافد الحقيقي، إذن نحن لا نتوقع أن تصبح المعرفة منوطة بعملية الترجمة، فهناك إنتاج معرفي باللغة العربية، وهناك رافد لها عن طريق الترجمة.
وختاما نقرر بأننا إذا أردنا الحديث عن الواقع الفعلى لقطاع الترجمة في الوطن العربي، فهذه المسألة لا تخفى على أي أحد بأنها ضعيفة بشكل كبير، فإذا كان إنتاج الفكر في الوطن العربي قليل جداً، فما بالكم الترجمة؟ والحقيقة أنها شكل من أشكال إنتاج الفكر، واليوم نحن نستهلك الفكر ولا ننتجه، وهذه مسألة طبيعية وهي أن الترجمة غير متقدمة أو أننا غير متقدمين في هذا المجال، وأعتقد أنه منذ أن بدأت الترجمة أثناء قيام الدولة الحديثة في الوطن العربي، فقد تمت بأشكال فردية، مثل تجربة المنفلوطي وغيره، أما اليوم فنجد أن مؤسسات كبرى تدعم عملية الترجمة، مثل المركز القومي في مصر الذي تبنى مشروعاً كبيراً وقام بترجمة كتب كثيرة منها المثنوي. وفي دولة الإمارات أوجدت هيئة الثقافة والتراث في أبوظبي مشروع كلمة الذي ينقل إلى العربية أمهات الكتب، ومن ثم ظهر في مؤسسة محمد بن راشد مشروع ترجم وهذه كلها محاولات تعمل على تنظيم عملية الترجمة كما اتجه مشروع كلمة اليوم إلى خط آخر، وهو تشجيع المترجم بشكل أكثر، وأعتقد أنه إذا كان لمشروع الترجمة أن ينهض ويكون شيئاً متميزاً في كل الوطن، يجب أن يكون مشروعاً منظماً ومدعوماً من جانب الحكومة، لأن الأعمال الفردية تبقى فردية وتنتهي بانتهاء الفرد. السؤال الأساسي الذي علينا أن نطرحه هو لماذا نحن معنيون في هذه الفترة بعملية الترجمة وتشجيعها؟ لماذا نتحدث اليوم عن الترجمة، بينما نعلم أبناءنا وبناتنا في مدارسنا وجامعاتنا اللغة الإنجليزية؟ من سيقرأ هذه الكتب المنقولة إلى العربية، إذا كانوا يقرأون مباشرةً من اللغة الإنجليزية؟ إذن لماذا الترجمة في هذه المرحلة، وإذا كنا نعتقد أننا نترجم إلى لغات أخرى، فهذا قد يجيب بشكل جزئى عن التساؤل السابق، لكن كل مشاريعنا في الوطن العربي متجهة إلى الترجمة من اللغة الإنجليزية وليس من لغات أخرى إلا ما ندر، وبالتالى هذا السؤال يجب أن يطرح اليوم لمناقشته.
الكلمات المفتاحي ترجمة –الوطن العربى – العربية
فيا ترانسليشن
هي شركة ترجمة تأسست في مصر، ويعمل لدينا نخبة من أفضل المترجمين وخبراء اللغة المحليين (حسب لغة مشروع العميل) لمساعدتك في إنجاز أي مشروع متخصص في أي مجال، مثل: المجالات القانونية والطبية والتسويقية والتعليمية … وما إلى غير ذلك من المجالات المختلفة. فريق العمل الخاص بنا مختار بعناية فائقة إذ إنهم يُختَبرون بشكل دوري لضمان استمرار الشركة في تقديم أعلى جودة لعملائها. نستخدم أحدث أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب (CAT tools) لتمكين موظفينا من تلبية كل متطلبات عملائنا. وبفضل قاعدة البيانات التي نمتلكها لجميع المترجمين المحليين ذوي الخبرة من جميع أنحاء العالم، تُمكننا من تقديم خدمات ترجمة احترافية في أي لغة بأعلى جودة في أقل وقت ممكن. معنا، يمكنك التوسع في عملك ودخول الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية والأمريكية بكل ثقة معتمدًا على خدمات الترجمة التي نقدمها. ولا تقلق، فنحن نعطي أولوية كبرى لحماية بيانات عملائنا، لذا فإن جميع العاملين بشركتنا يجب عليهم توقيع “اتفاقية عدم الإفصاح” قبل الشروع في العمل على أي مشروع.
الدور الأول، مكتب رقم 23، بالقرب من الجامعة الامريكية بالقاهرة
باب اللوق – وسط البلد – القاهرة، مصر
خط أرضي : 0227932492
موبيل : 01000896960