تُعد الثقافة أحد الصفات الأساسية التي يجب توافرها في المترجم بعد إلمامه باللغتين المترجم منها والمترجم إليها. ولا ينبغي للمترجم المحترف أن يصب جُلّ اهتمامه على الجانب اللغوي عند الترجمة مُحاولًا اخراج تراكيب لفظية أخرى مرادفة لها في المعنى. وقد يؤدي هذا الاهتمام أحيانًا إلى إغفال الجانب الثقافي من النص
فيخرج النص ركيكًا ولا يتناسب مع ثقافة اللغة المترجم إليها. ولهذا ينبغي على المترجم الجيد أن يولّي اهتمامًا كبيرًا لتوسيع أفقه بالقدر نفسه الذي يولّيه للغة بشقيها المصدر والهدف.
ويُشير الدكتور محمد عناني في كتابه “فن الترجمة” إلى ضرورة التركيز على الجوانب الثقافية التي كُتبَ فيها النص إلى جانب التركيز على صحة التراكيب اللغوية المستخدمة في تحويل النص من لغة إلى أخرى.
كما أن الاهتمام بالثقافة العامة والقراءة وسعة الاطلاع تُعد من أكثر الأمور ضرورة ويجب على المترجم أن يضعها نُصب عينيه. وبالرغم من وجود تراخي ثقافي في جميع فئات المجتمع والتي ترجع إلى تعدد وسائل الترفيه التي تساعد على الهاء الناس والاستخدام الخاطئ للإنترنت الذي يُعتبر سببًا أساسيًّا في ضياع الوقت لدى الكثير من الناس.
وعلى العكس تُساهم القراءة في فروع العلم المتعددة ومشاهدة الأفلام الوثائقية والسير وفق منهج علمي منظم على زيادة الحصيلة المعرفية وزيادة المعلومات العامة ويُمكن للمترجم استغلالها حتى يوسع أفقه ومداركه.